Admin Admin
عدد الرسائل : 130 العمر : 30 المدينه : ****** تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: ملك الظلام(روايه) الخميس أبريل 16, 2009 5:06 pm | |
| بقلم محمد ابراهيم محروس
الروايه الرهيبه ملك الظلام
ما أكثر المخلوقات التي نجهلها ! الليل.. فيقصد السكان النوم في حجراتهم مغطى الرءوس هادئي الأنوف غير مبصرين، فتسرق أرواحهم.. أما الأسود والأشباح فتخرج من أحجارها وكذا الثعابين اللدغة.. ويسود الظلام لملك الظلام..
(مزمور 104 _23 بردية فرعونية) *مقدمه الكتاب. قانون الظلام.. بردية فرعونية لم تكتب بعد..
الذي كان.. كم كنت أشتاق لهذه اللحظات من الخلوة.. لسنوات عديدة وأنا أحاول أن لا أخرج عن كوني وحيدا، الناس تزعجني بشدة، لقد أصبحوا أكثر مما يتخيل العقل، لقد افترشوا الكرة الأرضية كلها، فلم أعد أجد مكانا سوى هذه المقبرة للسكون والدعة.. أن الإنسان كائن قاتل بالتأكيد، و إلاّ لماذا امتدت يده؛ ليقتل كل ما حوله؛ ليقتل الهواء ،والحجر، والنبات.. لم يعد هناك شيء يستحق أن أحيا لأجله مع هذا الإنسان، الذي طال عهدي به لدرجة أنني نسيت كم من السنين خضعت له.. وكم من القرون مضت.. لم أعد أتذكر.. ولكني كنت هناك ،وكنت منذ البداية ..لا اعلم تحديدا، متى أتيت إلى هنا ؟.ومتى وأين كنت قبل أن أكون هنا أعيش؟. فوجئت أنني أعيش وسط هؤلاء البشر.. أعيش .. اللعنة!.. يجب أن تعرفوا أنني موجود منذ البداية، ويجب أن تدركوا هذا جيدا.. ولكن في تلك اللحظات الغريبة من السكون عبر آلاف السنين.. كنت فيها شديد الحرص على عدم الظهور إلا للحظات قليلة.. قد تمثل لكم تلك اللحظات سنين طويلة بشرية ..ولكنها بالنسبة لي لحظات مجرد لحظات..غير وجودي في مصير التاريخ ؟ ..كلا.. لن أزعم أنني بهذه الأهمية..أنني أقف موقف المتفرج ومنذ البداية.. اللعنة ! كم أصبحت الحياة جحيما بكل ما بها، كان يجب أن أظل وحيدا في تلك البقعة، وهذه المقبرة، وكان لابد أن يظل القبر مقفولاً على مدى الحياة.. ولكن هناك من يأتي الآن؛ ليخرجني من وحدتي؛ ليخرجني من سنوات التأمل ،التي كنت أعشقها.. هل أخرج مرة أخرى بعد كل هذى السنين ؟!.. أصوات المعاول وهى تحطم ذاك الجدار، الذي يفصلني عن العالم.. كانت تأتيني ضعيفة في البداية، ثم زاد الصخب، زاد إلى درجة مفزعة.. أرجعتني الطرقات إلى الزمن الأول ،حيث شعرت بوجودي لأول مرة، حيث كنت هنا وهناك.. كنت في ذاك الوادي الخصيب بين الأشياء، كنت ماردا، وشيطانا، وملاكا.. كنت هنا وهناك ومنذ البداية.. وقتها قدمت من النوبة.. كانت جثة ذاك الزعيم النوبي معلقة في مقدمة سفينة الملك، وكنت هناك أرى وأسمع.. ساكناً... كالجماد .. وكان الملك قد علق الزعيم النوبي ،الذي قدمتُ معه في موضعه لمدة طويلة.. أكله فيها الدود، وتساقطت أطرافه، وتمزقت أعضاؤه.. وأصبحت رائحته رهيبة ومزعجة لي.. وعبر تلك المدة الطويلة، التي قضاها جسد الزعيم النوبي معلقا، مصلوبا في واجهة السفينة.. كنت أتمزق من جديد.. ولكن ذاك لم يزعج هذا الملك، لم يزعجه قط.. وكنت أنا أحترق وأكاد أعلن وجودي، وأدمر كل شيء.. ولكنني كنت ما زلت ضعيفاً أمام سطوة هؤلاء الملوك وقدرتهم الرهيبة.. ولسبب لا أعلمه ظل وجودي معلقاً.. سبعة أشهر والجثة على وضعها.. أضافوا لها أشياء أوقفت تحللها.. إلى أن وصل الملك إلى مدينة طيبة.. حيث استقبل الكهنة والسحرة الملك في احتفالات عظيمة تفوق أي احتفال آخر..احتفالات تليق بقائد منتصر.. وكان يجب التخلص من جثة الزعيم النوبي أو ما تبقى منها وقتها.. ولكن الملك آنذاك رأى تلك الرؤية التي أفزعته ،والتي تقض مضجعه باستمرار.. لقد كان هناك خلف النجوم في مملكة الموتى.. حيث كان الزعيم النوبي يقف شامخاً منتصفاً، وفى يده كتاب أسود عجيب الشكل، بينما هو الملك يقف أمامه ذليلاً مقيداً بالأغلال، والدماء تسيل من فمه؛ لتجرى أسفل قدميه، وترتفع لتكون بركة رهيبة من الدماء، أخذت تزداد، وتزداد؛ لتصل إلى شفتيه؛ ليتجرع منها مرة أخرى.. دم مذاقه شديد البشاعة، كان الملك عندما يقوم من نومه يشعر بنفس المذاق على شفتيه ولسانه.. أصابه الأرق لعدة شهور، حار الحكماء والكهنة في تفسير تلك الرؤى المتكررة.. ذاب الملك من الخوف عندما رآني لأول مرة في أحلامه، بل إنه ظل لساعات طويلة يحارب أشباح نفسه بعد أن فاق.. لم يكن في استطاعتي وقتها أن أظهر له.. ولكني كنت موجودا في كوابيسه، التي راحت تتزايد بشدة، فكان لابد أن يتخلص من سبب هذه الكوابيس، ليخرج جثة الزعيم النوبي؛ ويأمر بحرقها كما شاهد في رؤيته، ربما هذا يجعله يعود إلى وضعه الطبيعي، وقدرته كملك.. ولم يكن يعرف أنه بمجرد أن يحرق جثة ذاك النوبي سأعود مرة أخرى.. سأعود في جسده البض المنتصب.. وأمام عينيه تم حرق جثة الزعيم النوبي في طقوس شديدة الغرابة.. عظام نخرة احترقت.. ولكن وقتها ارتفع في الجو رائحة غريبة رائحة تشبه.. تشبه ماذا، لا أتذكر أنها آلاف السنين كما تعلمون..ولكن تلك الرائحة تخللت أجساد الكهنة حيث بدا لهم أن أجسادهم تتشرب تلك الرائحة الغريبة.. وبدأت الأحداث تزداد تخبطاً وقلقاً.. الكهنة والسحرة الذين شاركوا في حرق الجثة ،بدأت تظهر عليهم أعراض المرض.. مرض غريب لقد بدأت جلودهم تتسلخ، وأطرافهم تتساقط، وحرارة أجسادهم تهبط إلى درجة رهيبة..وأعضاءهم تتساقط.. لم يعرف وقتها بالطبع مرض كالجذام، ولكن المثير للحيرة حالة الملك نفسه، لقد ازدادت سوءًا، وأصبح شديد التشكك فيما حوله، والكوابيس لا تفارقه قط.. بدأ الكهنة والسحرة يطوفون في شوارع طيبة، وانتشر الرعب لدرجة مخيفة .. أعراض المرض الغريب تتزايد، والمدينة تزداد جنوناً، وأنا قابع في مكمني الجديد متلذذاً بهذا الوجود الجديد.. بدأ الرعب يسكن طيبة بحق.. تساقط القتلى بالمئات، والملك يزداد رعباً.. إنها لعنة أطلقها عليه الزعيم النوبي ،الذي قتله درءًا لخطره على البلاد.. أصبح من المستحيل أن يخرج عاقل من بيته بعد غروب الشمس، أنهم ينتشرون بكثرة.. اللعنة !. الملك والكهنة فاشلون.. الثورة تقبع في النفوس .. السحرة يريدون التخلص من الملك، بعضهم يقول: إنه من أتي بتلك اللعنة إلى طيبة.. وكان لابد من حل ما.. حل يقضى على قوة الشر، التي تضرب أنحاء المدينة.. الجنود تقتل كل من تظهر عليه معالم الأشباح، كما أطلقوا على المصابين بالمرض.. ولكن مملكة الأشباح كانت تزداد أتساعا ً.. كنت موجودا وقتها واستعيد قوتي، وأراقب ما يجرى بيقظة تفوق الوصف، رغبة منى في الخلاص.. يجب أن يدركوا أنني موجود.. الملك يأمر كل يوم بحرق المزيد من الجثث.. المعارك الليلية تزداد خطورة.. اللعنة تزداد والجنود أنفسهم يتساقطون.. لم ينجوا من الموت الرهيب.. قوة الشر تضرب بشدة.. أسوار المدينة أغلقت غير مسموح بدخول أو خروج أي كائن كان.. أنهم لا يدركون ما يواجهون بالضبط، أنه شيء مثيرة للحيرة ،لا يعلمون عنه شيئاً ،ولا يثقون في أي كائن، الأشجار نفسها عندما تهزها الرياح ليلاً، تصيبهم بالرعب.. القلوب واجفة، والملك مشتت، غاضب.. والسحرة والكهنة كانوا غاضبين بالمثل.. والأيام تمضى بسرعتها المعتادة، حتى أصبحت طيبة شبه مقبرة مغلقة على أبنائها.. "وأخذت الأشباح يزدادون.. مملكة الموتى يزداد أتساعها.. من يقدم من خلف الشمس يعود للموت.. من يفرز آخر لقحات حياته يموت.. المركب الملكي يزداد حيرة.. بحيرة الدماء تجرى في شواطئ الموت.. تماسيح البحيرة المقدسة انتهوا.. الأجسام الميتة ترعى في المدينة ليلاً.. طيبة تموت.." (من برديات هذا الزمان).. كان لابد من حل.. الجنود اعتادوا الخروج ليلاً؛ للقضاء على هؤلاء الأشباح الذين يزدادون يومياً، وهم سائرون زرافات ووحدانا، حاملين أجزاءهم الممزقة ولحمهم المفتت يجوبون المدينة.. ولكن ذاك لم يوقف الأشباح لم يوقفها قط.. وجاءت الثورة هجم الأهالي على قصر الملك، وبمعونة بعض الكهنة والسحرة.. كان الملك قد ازداد ضعفاً واستسلم للأحزان والكوابيس.. وقتها كنت أنا أرى كل هذا، ولا أستطيع التحرك.. كنت مشتتاً، فلم يكن لي تكوين مادي خارج حدودي المعروفة لي جيداً، فلزمت السكون، وهم يقتادون الملك إلى المعبد.. ورأيت رأس الملك وهى تطير بيد أقرب حراسه إليه، لقد ظن الكهنة أن كل هذا الشر يخضع لعقل الملك وكوابيسه، فيجب قطع رقبته؛ للتخلص من الشر الجاثم على المدينة.. "الموت يزحف والتاريخ يسجل.. ملك الموت يخرج من ضفافه الجنوبية.. اللعنة ترسم الطريق.. أنوبيس يستقر على حدود مملكته.. القادم الجديد يحتل حدود أنوبيس ليطرد كل الكوابيس الملعونة من رأس ملك البلاد..(أنشودة ألقيت على رأس الملك القتيل ). بدأت الأشباح تختفي من المدينة بالقتل أو الموت والحرق والدفن..وتمت مراسم الدفن والتحنيط الغريبة والعجيبة.. وقفل على هنا في تلك المقبرة الموسومة والمطلسمة بالسحر الأسود.. وبأختام السحرة حكم على أن أعود مرة أخرى لسكوني وتأملاتي.. آلاف السنين تمضى وأنا هنا قابع هادئ، لا أريد شيئاً من عالم البشر اللعين..البشر الذين ازدادوا بشاعة عاماً بعد عام؛ حتى تحولوا إلى كابوس رهيب، ظل يراودني لآلاف السنين.. الآن يطرقون بابي.. يريدون أن يخرجوني من وحدتي، تلك الوحدة التي عشقتها.. فكان يجب أن أعود.. أتمرد.. أتمرد عليهم وبجنون.. السحر يختفي.. مملكة الموتى تنتظر رعاياها.. أنه هناك خلف النجوم ينتظر أن يعود إليه ملكه، أن يعود إليه سلطان الموت.. إنه القادم من أعماق الشر ليسكن بحر النفس عبر مملكته.. أنه ملك الظلام..
Download
http://takemyfile.com/131965 | |
|
mon gosto مـــــرعـــــبــــــ جــــــــديــــــــد
عدد الرسائل : 7 العمر : 32 المدينه : algerie تاريخ التسجيل : 11/11/2011
| موضوع: رد: ملك الظلام(روايه) الجمعة نوفمبر 11, 2011 12:09 am | |
| | |
|